لإنقاذ عرسال من عقوق بعض ابنائها
د.نسيب حطيط
عرسال ضحية التجارة السياسية والعصبية وتهور بعض العلماء والمعممين الذين يدافعون عن القاتل الجماعي .... فلننقذها من ابنائها المضللين ومن مسلحيها الغرباء !
انزلقت عرسال باكرا الى افخاخ ما يسمى الثورة السورية وأعتقدت كما غيرها بأن النظام الذي عاشت على موائده (التهريب) سيسقط سريعا ،ولذا سارعت الى نقل البندقية من كتف النظام الى كتف الثورة المقبلة علها تربح من مغانمها أثناء القتال وبعد الانتصار ، وبدل ان تبقى ممرا لتهريب المازوت والمواد الغذائية بالاتجاهين، تحولت الى ممر ومستقر للمسلحين والسلاح بالاتجاهين ، ترسل الانتحاريين العرب الى سوريا لقتل السوريين مدنيين وعسكريين (وتأخذ اجرتها ) وتساعد الانتحاريين الآتين من سوريا وتنقل سياراتهم وأحزمتهم الناسفة (بالأجرة أيضا ) لكن بعنوان عريض مخادع دعما للثورة اللسورية (تجارة القتل ) وباتجاه لبنان ترسل السيارات المفخخة والإنتحاريين (تجارة القتل الجماعي) دعما ونصرة لأهل السنة في لبنان،وتقتل ضباط وجنودالجيش اللبناني ،لتظهر حقيقة تجارة القتل لملء جيوب بعض العرساليين الذين استفاقوا يوما ووجدوا انفسهم على شاشات التفزيون آباء "للعجين "و"الطاقية "وغيرها من الألقاب ومشايخ القتل التي تظهر مستوى القادة الجدد لعرسال والثورة السورية التي تحاول محو وجه عرسال الوطني والقومي ودورها في دعم المقاومة والاحزاب الوطنية والتي حولت الصخر الى لقمة عيش حلال بدل لقمة الحرام المجبولة بدماء الأبرياء من السوريين واللبنانيين التي يمتهنها التجار الجدد.
عرسال ضحية المضللين وأمراء الحرب وغياب العقلاء وضحية الخطاب التحريضي والمذهبي لكنها بلدة لبنانية وأهلها الفقراء أهلنا وهم أخوتنا في الدين والوطن وليس كما قال مجلس بلديتها (العظيم) بأن أهل الضاحية أخوته في الوطنية والانسانية فقط!
والسؤال هل نترك مصير عرسال بيد الجهلة والتجار من أبنائها والمسلحين الغرباء ... أم نبادر لانقاذها قبل فوات الاوان... ان مسؤوليتنا الدينية والوطنية توجب علينا انقاذ الغريق وارشاد التائه ولذا ندعو للبدء بالخطوات التالية :
1- تشكيل هيئة من وجهاء ومسؤولي الأحزاب من عرسال للإمساك بالامور والتفاوض مع المسلحين من أهل عرسال لتحييد البلدة.
2- الطلب من المسلحين الغرباء (سوريين وعرب ) مغادرة البلدة الى الأراضي السورية.
3- تسليم المتهمين بقتل ضباط وجنود الجيش والمتورطين بأعمال التفجير والسيارات المفخخة للقضاء اللبناني لسحب فتيل الثأر العشائري في المنطقة.
4-ابعاد المعممين (رجال الدين ) الذين ينفخون على نار المذهبية والتحريض خاصة الذين يتظاهرون دعما للمتهم بتفجيرات الضاحية بعيدا عن تقوى الله وأحكام الشريعة بحيث أصبح قتل المسلم مباحا لمجرد الاختلاف في الرأي السياسي أو المذهبي.
5-السماح للجيش اللبناني بدخول عرسال وحمايتها من المسلحين الغرباء وحماية حدودها قبل أن يفر مسلحو الجماعات التكفيرية من يبرود والزبداني .
6-عقد مصالحات بين عرسال وقرى الجوار تحسبا لأي انفلات الأمني في الأيام القادمة.
لقد تحولت عرسال الى إحدى بلدات ومدن القلمون السوري وتكاملت مع يبرود بإنتاج السيارات المفخخة التي ترسل للضاحية والهرمل وغيرها ،وانزلقت عرسال الى آتون الصراع السوري طمعا بالمال لبعض أبنائها ولمراهنات بعض احزابها الخاطئة ، ونسأل ولاة أمرها ... .ماهي الضمانة لكم بأن تبقى عرسال خارج دائرة الحرب والتدمير التي تصيب المدن والقرى السورية ؟
ماذا ستجني عرسال من المشاركة بقتل المدنيين الأبرياء في الضاحية ؟
ماذا ستجني عرسال من معاداة الجوار القريب بعدما تستقر احوال جيرانها في سوريا ؟
تجارة الموت تنتهي عادة بموت القائمين عليها ومن يزرع الريح يحصد العاصفة .
وسؤالنا لرجال الدين الذين تظاهروا نصرة للشيخ المتهم بالقتل الجماعي ...ماذا ستجيبون يوم الحساب .... وهل سينفعكم وساطة حزب او جماعة او جهاز ؟
فلنخاف الله سبحانه ولانطيع العبيد مهما كانت القابهم وعطاءاتهم المالية والدنيوية